الدّور السّري للقنصلية البريطانية في جدة

من خلال وثائق الأرشيف البريطاني

(1879-1884م/1297-1302هـ)

 


إن الهدف من هذه الدراسة الوثائقية هو تسليط الضوء على الدّور السّري للقنصلية البريطانية في جدة في الفترة من عام (1879-1884م/1297-1302هـ) أي خلال الحكم العثماني المباشر للحجاز وذلك من خلال تقارير وخطابات القناصل أو نوابهم في القنصلية البريطانية بجدة. والواقع إن مصالح بريطانيا الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية فرضت عليها الاهتمام بالبحر الأحمر(1) والذي اعتبرت جدة أحد أهم موانئه، فاستراتيجياً مثلت جدة لبريطانيا مركزاً هاماً في الطريق إلى الهند المحتلة من قبلها كما أنها وجدت في ميناء جدة ملجأً لتمويل سفنها بالفحم إضافة إلى ما حققته من أربـاح من وراء تجارة رائجة فيها. هذا فضلاً على أن جدة التي اعتبرت بوابه مكة المكرمة أقدس البقاع لدى مسلمي العالم ومنهم الهنود الذيـن كانت بريطانيا تحكم الملايين منهم مما جعلها تولي اهتمامــاً خاصــاً بما يجري في الحجــاز، ففي كل عام يأتي من

 

المناطق التي تحت نفوذهــا الآلاف من المسلمين لتأدية فريضة الحج بالإضافة إلى وجود جالية إسلامية كبيرة من رعاياها تقيم في الحجاز بصفة دائمة وتزاول مختلف الأعمال لذا كان لابد لها من ممثل في الحجاز يهتم بشؤون رعاياها ويسعى لدى السلطات المحلية العثمانية من أجل إيجاد كل ما من شأنه ضمان سلامتهم وأمنهم وحفظ حقوقهم. لقد كان حق تعين من سيقوم برعاية المصالح البريطانية في جدة(1) حتى عام (1821م/1237هـ) محصوراً بيد شركة الليفانت البريطانية(2) The Levant Company ولذلك فإنه مسؤول أمامها وليس أمام وزارة الخارجية التي ليس لها سلطة مباشرة عليه. هذا الوضع تغير بعد انحلال شركة الليفانت عام (1821م/1237هـ)، وأصبح القنصل يعين من قبل شركة الهند الشرقية East India Company ولكنه مسؤول أمام وزارة الخارجية البريطانية ومرتبط بها لا بالجهة التي عينته على أن ذلك الوضع لم يســتمر طويلاً فبعد مدة وجيزة من مقتل المســتر بيـج   Page  في اضطرابات جدة عام (1858م/1275هـ)(1) وهو ممثـل الشركة ونائب القنصل في الوقت نفسه(2).

صار تعيين القناصل وعزلهم من مسؤوليات وزارة الخارجية البريطانية فقط(1). ولقد مثل بريطانيا في جدة في الفترة من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى عام (1884م/1302هـ) أثنا عشر قنصلاً أو نائب قنصل(2) تركوا حصيلة وافرة من المعلومات القيمة(3) عبر تقاريرهم التي كانوا يرسلونها إلى سفرائهم في العاصمة العثمانية أو إلى وزارة الخارجية بلندن في حالات قليلة، واحتوت هذه المعلومات على أمور تعلقت بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومعنى هذا أن هؤلاء القناصل ونوابهم لعبوا دوراً خطيراً في مساعدة حكومتهم على رسم سياستها في البحر الأحمر واستفاد هؤلاء القناصل من جميع الفرص التي أُتيحت لهم واستخدموا مختلف الوسائل لجمع المعلومات التي ارتكزت عليها حكومتهم عند التدخل في شؤون الدولة العثمانية بالشكل الذي مكنها من إدارة الدفة السياسية وفقاً لما يحقق مصالحها. والواقع أن التاريخ وقف شاهداً على مدى دهاء السياسة البريطانية وبراعة أجهزة استخباراتها السرية إلا أن هذا القناعة تعمقت لدينا بعد اطلاعنا على مجموعة من هذه الوثائق البريطانية التي تخص القنصلية البريطانية في جدة وظهر منها الدور السري الذي لعبته في الفترة من عام (1879-1884م/1297-1302هـ). ومن خلال هذه الدراسة سنستعرض هذه الوثائق بعد ترجمتها وتقسيمها إلى موضوعات التزمنا فيها بالتسلسل الزمني وتركنا للقارئ متعه قراءتها في صورتها الأصلية مع بعض التعليقات والتحليلات في هوامش الدراسة وقد تناولت وثائق الدراسة الموضوعات التالية:

 الاتصالات السرية:

في 25 أكتوبر (1879م/1297هـ) كتب القنصل البريطاني في جدة زوهراب Zohrab لسفارة حكومته لدى الباب العالي خطاباً جاء فيه " لقد سبق أن كتبت لكم تقريراً عن القوات العسكرية في الولاية(1) وعدم كفاءتها لحفظ الأمن ودعم سلطة السلطان، وكان هذا الموضوع هو موضوع مناقشتي مع ناشد باشا(2) منذ يومين. وقد وافقني جنابه الرأي على أن هناك حاجة لمزيد من القوات وقال لي أنه طلب بعد وصوله إلى هنا مباشرة من الباب العالي إرسال كتيبتين من المشاة وفصيلين من الخيالة ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء تجاه طلبه. كما طلب مني سيادته الان بأن أرجو سيادتكم على حث الحكومة على ضرورة إرسال هذه المعلومات فوراً لها، ولكنه أضاف قائلاً بأنه لا ينبغي أن يعرف الباب العالي أن ذلك جاء بناءً على طلب منه ( ناشد باشا)، لأنه في حالة إذا ما عُرف أن ذلك جاء بناءً على طلبه فلن ترحب الحكومة بذلك. يستمر ناشد باشا في القيام بتأدية عملة بصورة جيدة ويعمل على إدخال المتغيرات على الإدارة التي سوف يترتب عليها حصول الحكومة على أموال. لذلك فهو نشيط جداً في إجراء الإصلاحات التي سوف يترتب عليها نتائج طيبة في الحالة الصحية في الولاية وإزالة الأسباب العديدة التي يشكو منها الأوروبيون في الحجاز(3). ولكي يتمكن ناشد باشا من تنفيذ ذلك فقد قال لي صراحة إنه ينبغي الحصول على دعمكم لأنه بدون دعمكم لن يستجيب له الباب العالي، وانه يشعر بأنه يمكنه النجاح بدعمكم. وقلت له إنني متأكد أنكم سوف تقدّمون له ما يريد وإنني لن أفشل في إبلاغ رغبته لكم، وإنكم سوف تحافظون على ذلك السر(1) ويرغب ناشد باشا في أن تكون أخباركم عما يحتاج إليه من حكومته من خلالي، حتى يظهر ما يطلبه من الباب العالي على أنه جاء بناءً على طلبي. لقد أصبحت الحجاز الان ولاية مكلفة جداً للحكومة العثمانية حيث ينفق عليها منجماً من الثروة. بينما إذا اتخذت إجراءات جيدة وأرسلت قوات عسكرية يمكن أن يتم تغيير كل ذلك، و لابد أن يقوم الباب العالي بذلك إذا أراد ان يسترد هذه الولاية لتصبح جزءاً فاعلاً من الإمبراطورية. وهو رأي ناشد باشا، وأشاطره الرأي من واقع خبرتي بأوضاع الحجاز(2).

مترجم القنصلية يوسف أفندي قدسي:

في 26 أكتوبر (1880م/1298هـ) بعث القائم بأعمال القنصلية البريطانية بجدة تقريراً لسفارة حكومته لدى الباب العالي بخصوص شكوى قدمت ضد مترجم القنصلية يوسف قدسي وفي التقرير تمت الإشارة إلى الدور السري لمترجم القنصلية في العديد من الفقرات منها "حقيقة أن السيد قدسي لا يقرأ و لا يكتب ولكنه يتمتع بعدة مزايا أخرى تؤهله  لمنصب مترجم في قنصلية جدة فهو يتحدث التركية والعربية والايطالية والألمانية والماليزية والهندية والانجليزية بطلاقة وله أهميه كبري في كل الأعمال التي قام بها سواء في مجال الحصول على المعلومات أو الحصول على الأخبار السياسية التي يتمتع بقدرة فائقة في جمعها نظراً لعلاقاته بمجتمع جدة".

كما ذكر القائم بالأعمال في نفس التقرير "كون قدسي مسلماً فهو يستطيع الذهاب إلى مكة للاستماع للأخبار ورؤية الأفراد الذين ينبغي مقابلتهم" وأضاف "إن هناك حقيقة معروفه في جدة وهي أن قدسي ليس فقط مترجماً ممتازاً بل هو يتمتع بمواهب تتمثل في قدرته على الوصول للمعلومات والتحرك بين المسلمين وجمع الشائعات السياسية لأن سرعة التحرك تعد من المهام الأساسية الضرورية لهذه القنصلية(1). بالإضافة إلى ميزة أخرى وهي أن مترجم القنصلية له خبرة في قوانين المحاكم العثمانية كما يجيد العمل كنائب للقنصل(2). هذا فضلاً عن كونه يستطيع التجول في مكة والأماكن الأخرى التي تحتاج إلى وجود ممثل للقنصلية"(3).

وفي 4 يناير (1881م/1299هـ) رد القنصل البريطاني في جدة بخطاب سري على وزارة الخارجية البريطانية بناءً على تكليفها له بالتحري عن موقف شريف مكة الشريف عبدالمطلب(4) من انجلترا. أشار القنصل أنه قام بإرسال مترجم القنصلية يوسف قدسي إلى مكة للتحري بدقه عما إذا كان الشريف عبدالمطلب قد قال شيئاً معيناً خلال حفل العشاء الذي أقامه. ذكر مترجم القنصلية "إن الشريف عبدالمطلب تحدث بطريقه عدائيه عن إنجلترا ولم يخفِ عدائه لها وهو يريد إثارة المتاعب ضدها، ويعتقد أن التخلص من المسيحيين هو طريق المسلمين الوحيد(1) ومن حسن الحظ أن الشريف عبدالمطلب لا يحظى بشعبية من قبل بعض العلماء الذين وقفوا منه موقف المعارضة ولكن نحن لدينا أصدقاء مثل عبدالله باشا(2) ومن سدنة الكعبة(3) خاصة وأن الأضرار التي يمكن أن يسببها الشريف عبدالمطلب خطيرة. وقد تحدثت مع بعض الهنود خلال الشهر الماضي عن رائيهم في الشريف عبدالمطلب فلم يذكر أي منهم كلمة واحدة في صالحه. سوف أتحدث عن سلوك الشريف عبدالمطلب تجاه مترجم القنصلية في رسالة أخرى حيث إنني أرغب الآن في الاتصال بالوالي التركي الموجود في جدة بخصوص هذا الموضوع"(4).

وفي 17 فبراير (1881م/1299هـ) بعث القنصل البريطاني في جدة تقريراً لوزارة الخارجية البريطانية عن ظروف طرد مترجم القنصلية من مكة وإرساله نسخة من الخطاب الذي قام بتوجيهيه إلى الوالي التركي لمعرفة أسباب الطرد.

فقد ذكر القنصل في التقرير مايلي: قام الشريف عبدالمطلب بطرد مترجم القنصلية من مكة، وعندما طلبت الأسباب فشل الوالي في تقديمها. إن الشريف عبدالمطلب يكره رؤية أي مندوب قنصلي في مكة، ولا أعتقد أن وقاحته تبلغ حد الاعتراف بطرد يوسف أفندي علانية(1). يبدو أن الوالي التركي قد تقبل هذا الموقف لذلك ليس في مقدوري إرسال أي موظف من القنصلية إلى مكة لمعرفه ما يحدث هناك حتى وصول التعليمات قبل التحرك في المستقبل. أتوقع أن يكتب الشريف عبدالمطلب للباب العالي بعدم أحقية قنصل جدة في إرسال مندوب له إلى مكة. وإذا قبلنا هذا الاعتراض فسيكون من المستحيل للقنصلية مستقبلاً الحصول على المعلومات الصحيحة عن كبار الرعايا الهنود البريطانيين في مكة. كما لن يكون لبريطانيا دور في حماية مصالح الهنود البريطانيين عندما يعانون في مكة. حقيقة إن القنصل تم تعينه لجدة فقط، ولكن لم يسبق لأحد من الأشراف ممن تولوا منصب الأمارة في مكة أن اعترضوا على مثل هذا التدخل، بل كانوا دائماً يستقبلون وكلاء القنصل بكل حفاوة وتقدير، ويكتفون برفض حق القنصل في التدخل فيما يتعلق بالسلطة القضائية في المدن المقدسة. كنت على علاقة ودية كبيرة مع شريف مكة السابق(2) أطالب بالإبقاء على حق القنصلية في إرسال موظفيها إلى مكة وإنني على ثقة بأنكم قادرون على التأثير على الباب العالي ليأمر الشريف عبدالمطلب بإظهار احترامه لمترجم القنصلية في أي وقت يذهب فيه إلى مكة"(3).

وجاء رد الشريف عبدالمطلب على الوالي التركي في نفس شهر فبراير وأرسل القنصل البريطاني نسخة من رد الشريف عبدالمطلب مع ترجمة له إلى السفارة البريطانية. كتب الشريف عبدالمطلب "وصلني خطابك المرسل إليك من القنصلية البريطانية في جدة للسؤال عن الأسباب التي دفعتني إلى القيام بطرد يوسف أفندي مترجم القنصلية البريطانية ودفعه إلى العودة لجدة. وأنت تسألني عن الدوافع التي أدت إلى قيامي بهذا حتى يمكنك القيام بالرد على القنصلية. عندما علمت أن المترجم المذكور وصل إلى مكة ونزل في ضيافة السيد عثمان نائب الحرم طلبت من السيد عثمان أن يخبر المترجم أن عليه العودة إلى جدة.وانه لشيء مستنكر أن يطلب مني تفسيراً عن هذا الموضوع الذي يعد من الشؤون السياسية الداخلية للشريف والذي يمكن فقط إحالته إلي من الباب العالي لذلك فإنني مندهش لطلب القنصل هذا التفسير"(1).

في 30 إبريل (1882م/1300هـ) بعث القائم بالأعمال بخطاب إلى السفارة البريطانية لدى الباب العالي يخبرها بأنه أصبح في مقدوره الان إرسال تقارير عن مكة بواسطة مترجم القنصلية السيد يوسف قدسي(2) الذي لا يحتاج إلى إصدار تعليمات من القنصلية كما أنه شخص موثوق به(3).

نائب القنصل الدكتور عبد الرازق:

وفي 9 نوفمبر (1882م/1300هـ) بعث القائم بالأعمال خطاباً لسفارة حكومته لدى الباب العالي ذكر فيه أن الوالي اعترض على تولية مسلم منصب نائب قنصل بريطانيا في جدة لأن ذلك سيترتب عليه بما انه مسلم حق زيارة مكة مما سيتيح له الحصول للحكومة البريطانية على قدر اكبر من النفوذ(4). تم الاتصال بالدكتور عبدالرزاق(5) الذي سيعين في هذا المنصب لكن دون الإشارة إلى أهمية الدور الذي سيقوم به في حماية الرعايا البريطانيين المسلمين في الحجاز. من الأفضل التمسك بحق القنصلية في حماية الرعايا البريطانيين المسلمين في كل أنحاء الحجاز. بعد إتمام إجراءات تولي الدكتور عبدالرزاق المنصب لن نتردد في إرساله إلى مكة ذكر القنصل عبدالرزاق أنه أثناء تأديته لفريضة الحج مع السيد دراجوا Drajowau   وجد قبولاً حسناً من جانب طبقات المجتمع المكي فيما عدا الموظفين الأتراك ولكنهم لم يعترضوا على وجودهم أو يقوموا بطردهم لكن الوالي طلب من السيد دراجوا مغادرة مكة وحجته أنه تسبب في نشر إشاعة مفادها انه تم إنشاء قنصلية بريطانية في مكة وسوف يتبعها إنشاء قنصلية فرنسية إلى غيرها من  القنصليات الأخرى عندما تطلب حكوماتها ذلك. وأشار نائب القنصل بأنه عندما صدر أمر الوالي كانوا هم يستعدون لمغادرة مكة إلى جدة(1).

الكتابة بالرموز السرية :

في 28 مايو (1882م/1300هـ) كتب القائم بالأعمال في القنصلية البريطانية خطاباً مكتوباً بالرموز السرية لسفارة حكومته لدى الباب العالي خاص بمعلومات عن المساجين(2) وان المعلومات نفسها سبق وان وصلت إلى لندن(3). وفي 15 سبتمبر (1882م/1300هـ) بعث القائم بأعمال القنصلية البريطانية في جدة تلغرافاً إلى السفارة البريطانية لدى الباب العالي مكتوباً بالرموز السرية فيما يخص تعيين شريف جديد(1) في منصب أمارة مكة من أسرة آل عون(2).

التلغراف في ولاية الحجاز - جدة :

في 4 أبريل (1882م/1300هـ) كتب القائم بأعمال القنصل في جدة لحكومته يخبرها بوصول الشريف إلى جدة ليضع الاتصال التلغرافي بالقسطنطينية(3) موضع التنفيذ. وذكر بأن الأسلاك قد مدُت  بين مكة وجدة وسيكون مدها إلى سواكن هو الخطوة التالية وفقاً لتصريح أحد المسؤولين.وأن الأحوال الجوية قد جعلت أمر مد الأسلاك بين جدة والقاهرة عبر كسلا(4)  أمراً بعيد الاحتمال واللغة التي ستستخدم في عمليات التلغراف ستكون هي اللغة العربية فقط. وفي نظره أن هذا يمثل ميزة بالنسبة لحكومة الحجاز العربية.(5) ورفع القائم بالأعمال خطاباً أخر إلى سفارة حكومته في نفس اليوم أكد فيه ما جاء في خطابه الأول من معلومات بخصوص إيصال التلغراف بين مكة وجدة وذكر أنه سيتم إيصال الخط إلى سواكن وسيكون عن طريق كابل بحري.(1) وفي 30 أبريل (1882/1300هـ) بعث القائم بالأعمال خطاباً لسفارة حكومته أخبرها فيه أن والي الحجاز كتب إلى القسطنطينية بخصوص تفضيله الاتصال بكابل البحر الأحمر عن كابل سواكن، وسيتم إيصال التلغراف إلى مكة في 10 مايو عن طريق بحره (2)  وفي 20 مايو أرسـل القائم بالأعمال خطاباً جاء فيه "ان تشــغيل أول اتصــال تلغرافي بين جـدة ومكـة تم  في 18 مايو وكان منتظماً انتظاماً  كاملاً، ولكن البدو قاموا بقطع الاتصال لفترة قصيرة إلا أن العمل به عاد من جديد .ورأى أن التجار هم أكثر فئة مستفيدة منه".(3) وفي 29 أغسطس (1882م/1300هـ) أرسل القائم بالأعمال خطاباً أشار فيه إلى "أنه تم مد أسلاك الاتصال التلغرافي بين جدة وسواكن وكان هذا بجهود بعض الموظفين الذين وصلوا إلى جدة بتاريخ 21 أغسطس.(4)وأفاد بأنه يشك بأن هناك اتصالات تلغرافية بين مكة والقسطنطينية".(5)وفي 16 سبتمبر (1882م/1300هـ) كتب القائم بالأعمال  خطاباً أثناء وجوده في سواكن أخبر فيه سفارة حكومته أن الأوضاع في سواكن مستقرة وأنه سيعود إلى جدة في حوالي عشرة أيام وذكر بأن استخدام التلغراف بين سواكن وجدة لم يسمح به  للعامة ولكنه نجح في الحصول على إذن باستخدامه".(6)وفي 1 نوفمبر (1882م/1300هـ) حمل القائم بالأعمال لسفارته أخبار جديدة مفادها "أن اللغتين العربية والتركية(1)  أصبحتا تستخدمان في الاتصال التلغرافي بين مكة وجدة وسواكن والقاهرة. كما نما إلى علمه بأنه سيتم فتح خط أخر من السودان ولكن بعد توفير موظفين يجيدون اللغات الأوروبية".( 2)

استدعاء الشيخ محمد رحمة الله العثماني إلى استانبول (1884م/1302هـ):

يذكر القنصل البريطاني في جدة في خطابه المؤرخ بــــ  26 فبراير (1884م/1302هـ)  أن السلطان استدعى الهندي ملوفي رحمة الله  Moulovie Rahmatullah (3) إلى القسطنطينية بعد ظهور ترجمة لكتابه المسمى " إظهار الحق" والذي سبق وأن نشره منذ عدة سنوات ولكنه لم يترجم إلى اللغة التركية إلا حديثاً(4). ويبدو أن السلطان أُعجب بالكتاب بعد أن اطلع عليه ولهذا أرسل تلغرافاً إلى المؤلف في مكة يستدعيه(1) ويذكر القنصل أن المؤلف يبرهن في كتابه على صدق الرسالة المحمدية واعتبارها الديانة الوحيدة الحق بأدلة من نصوص الإنجيل  وتنبؤاته(2).

 الخاتمـــــــــــــة :

ومما سبق نرى كيف فرضت مصالح بريطانيا الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية عليها الاهتمام بالبحر الأحمر طريقها إلى الهند درة التاج البريطاني. ومّثل ميناء جدة لها أهميه خاصة ومن واقع تلك الأهمية حرصت بريطانيا على أن يكون لها تمثيل قنصلي في جدة يستطيع من خلاله قناصلها أو نوابهم رعاية مصالحها عن قرب، ولكن يبدو أن تلك الرعاية تطلبت من أولئك القناصل أو نوابهم في كثير من الأحيان أن يتجاوزا حدود عملهم القنصلي العلني إلى العمل السري حتى يستطيعوا أن يجمعوا أكبر قدر من المعلومات المهمة لحكومتهم وقد استخدم هؤلاء القناصل ونوابهم العديد من الوسائل لجمع المعلومات مثل استقطاب بعض ولاة الحجاز من الأتراك أو حتى أمراء مكة المكرمة من الأشراف ووثقوا علاقاتهم بهم عن طريق ما أطلقوا عليه في خطاباتهم أو تقاريرهم علاقات الصداقة أو الود إلا أنهم في بعض الأحيان فشلوا في ذلك مثلما حدث مع الشريف عبدالمطلب بن غالب الذي استشعر خطرهم فوقف لهم بالمرصاد ومن ذلك طرده لمترجم القنصلية البريطانية يوسف قدسي من مكة المكرمة بعد ما أحس بالدور الخطير الذي كان يلعبه لصالح القنصلية البريطانية التي استغلت كونه مسلماً يستطيع دخول مكة المكرمة المحرمة على المسيحيين من قبل السلطات المحلية العثمانية فأرادت أن تجعله عينها التي ترصد لها الأخبار وتنقلها إلى قنصليتها بجدة. كيف لا وفي مكة المكرمة يحدث أكبر تجمع ديني للمسلمين سنوياً لأداء فريضة الحج ومعهم مسلمي الهند الذين يرزحون تحت وطأة الاحتلال البريطاني ولهذا حرصت بريطانيا على تتبع أخبارهم حتى لا يقعوا تحت أي تأثير يجعلهم ينتفضون عليها عندما يعودون إلى الهند. ولم تتوقف وسائل هؤلاء القناصل عند حد الاستقطاب والاستغلال وإنما تعدتها إلى الكتابة بالرموز السرية خاصة عند إرسال أي معلومات بالغة الأهمية إلى السفارة البريطانية باستانبول أو إلى وزارة الخارجية بلندن ونجح هؤلاء القناصل في الحصول على موافقة السلطات المحلية العثمانية لاستخدام خطوط التلغراف في الحجاز كما نجحوا في أحيان أخرى في تحريض السلطات المحلية العثمانية ضد بعض الأشخاص الذين شكلوا خطراً على المصالح البريطانية ومن ذلك استدعاء السلطان عبدالحميد الثاني للشيخ محمد رحمة الله إلى استانبول وهو أحد المسلمين الهنود الذين جاهدوا ضد الاحتلال البريطاني للهند.


 

ملحق

الممثلون الدبلوماسيون في القنصلية البريطانية بجدة.

اوغليف

ممثل شركة الهند الشرقية ونائب قنصل حتى (1852م/1269هـ).

Ogilvie

سي. جي. كول

ممثل شركة الهند الشرقية، ونائب قنصل من (19 نوفمبر 1852م/1269هـ) حتى (20 نوفمبر 1858م/1275هـ).

Cole, C.J

بيج

تقريباً من (1855-1858م/1272-1275هـ) وقتل في اضطرابات جدة عام (يونيو 1858م/1275هـ).

Page

جي. أي. ستانلي

نائب قنصل، وقنصل من (13 يونيو 1859- 25 ابريل 1864م/1276-1281هـ).

Stanley, G.E

ريتشارد ستيفينس

قنصل من (30 يوليو 1864- 15 مارس 1865م/1281-1282هـ).

Stevens, Richard

جي. بيتس

قنصل من (13 فبراير 1874- 1 نوفمبر 1878م/1291-1295هـ).

Beyts. G

أي. بي. وايلد

نائب قنصل من (14 ديسمبر 1875- 29 يونيو 1878م/1292-1295هـ).

Wylde, A.B

جيمس زوهراب

قنصل من (5 أكتوبر 1878- ا يوليو 1881م/1296-1299هـ).

Zohrab, James

ويليام بوريل

القائم بأعمال القنصل من (31 يوليو الى 2 نوفمبر 1880م/1298هـ).

Burrell, William

الكومندر ال, ان. مونكريف

القائم بأعمال القنصل من (23 يوليو 1881- 6 نوفمبر 1883م/1299-1301هـ).

Moncrieff, Commander L.N

توماس ساسون. جاغو

قنصل من (1 أبريل 1882-14 يوليو 1882م/1299-1300هـ).

Jago, Thomas

عبدالرزاق

نائب قنصل، القائم بأعمال القنصل، قنصل من (17 أغسطس 1882م حتى مقتله في 30 مايو 1895م/1300-1313هـ).

Razzack, Abdur

 

المصادر والمراجع

أولاً : الوثائق غير المنشورة.

Unpublished Documents.

دار السجلات البريطانية العامة.

Public Record Office (P.R.O).

F.O 195/1314, 1375, 1415, 1482, 1547.

 

ثانياً : المصادر.

 

- الدحلان، أحمد زيني:  خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، (القاهرة: المطبعة الخيرية، 1305هـ).

 

ثالثاً : المراجع:

 

(أ) مراجع باللغة العربية:

أباظة، فاروق عثمان:

عدن والسياسة البريطانية في البحر الأحمر 1839-1918م، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987م).

حتاته، يوسف كمال والدملوجي، صديق:

مدحت باشا- مذكراته – محاكمته، الطبعة الأولى (بيروت: الدار العربية للموسوعات 1422هـ/2002م).

دياب، محمد صادق:

جدة التاريخ والحياة الاجتماعية، الطبعة الثانية، (جدة: دار العلم، 1424هـ).

آل زيد، الشريف مسعود محمد:

تاريخ مكة في عهد الأشراف، الطبعة الأولى، (القاهرة: دار القاهرة، د.ت).

السباعي، احمد:

تاريخ مكة، الطبعة الثامنة، (مكة المكرمة: الصفا، 1420هـ)، جزءان.

الشناوي، عبد العزيز:

الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها، (القاهرة: الانجلو المصرية، د.ت)، أربعة أجزاء.

المغربي، محمد علي:

أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة وبعض القرون الماضية، الطبعة الأولى، (جدة: دار البلاد، 1410هـ)، أربعة أجزاء.

المكي، عبدالفتاح حسين رواه:

تاريخ أمراء البلد الحرام عبر عصور الإسلام، (الطائف: المعارف، 1407هـ/1986م).

الأنصاري، عبد القدوس:

موسوعة تاريخ مدينة جدة، الطبعة الثانية، (القاهرة: دار مصر للطباعة، 1402هـ/1982م).

 

 

 

 

(ب) مراجع مترجمة للعربية:

أوغلي، أكمل الدين إحسان:

الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، ترجمة صالح سعدواى، (استانبول: مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، 1999م)جزءان.

جارشلي، اسماعيل حقي:

أشراف مكة المكرمة وأمراؤها في العهد العثماني، ترجمة خليل علي مراد، الطبعة الأولى، (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2003م/1424هـ).

 

(ج) المراجع الأجنبية:

Al-Amr, Saleh Muhammad, The Hijaz Under Ottoman Rule 1869-1914, Ottoman Vali, The Sharif of Macca, and The Growth of British Influence, (Riyad, The University of Riyad Press, 1978).

 

رابعاً : الدوريات.

 

العمرو، صالح:          "تقارير القناصل البريطانيين في جدة كمصدر لتاريخ غرب الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل العشرين" الندوة العالمية الأولى لدراسات تاريخ الجزيرة (1397هـ/1977م)، (الرياض: جامعة الرياض، د.ت).

 

خامساً : المعارف العامة.

 

مؤنس، حسين:          أطلس تاريخ الإسلام، الطبعة الأولى، (القاهرة: الزهراء للإعلام العربي، 1407هـ/1987م).



(1)  أدركت بريطانيا ان رعاية مصالحها الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية في البحر الأحمر تستوجب عليها السيطرة على عدن عام (1839م/1255هـ) ويدفعها إلي ذلك هدفان أولهما القضاء على مشروع محمد علي باشا التوسعي وثانيهما استخدام عدن كمحطة لتموين سفنها البخارية بالفحم وزاد اهتمام بريطانيا بالبحر الأحمر بعد افتتاح قناة السويس عام (1869م/1286هـ) مما دفعها للسيطرة على القناة ومصر عام (1882م/1300هـ) والتدخل في شؤون السودان. وعليه فإننا نجد أن الأحداث السابقة حتمت على بريطانيا ضرورة الاهتمام بميناء مهم كميناء جدة يستطيع قناصلها فيه رصد ما لم يتم رصده في السويس أو عدن. ولمزيد من المعلومات في الموضوع انظر: أباظة، فاروق عثمان: عدن والسياسة البريطانية في البحر الأحمر 1839-1918م، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987م).

(1)  نصت معاهدة الامتيازات الأجنبية التي عقدت بين الدولة العثمانية وفرنسا عام 1536م/943هـ في مادتها الخامسة عشرة على أن تستفيد بريطانيا من الامتيازات – التي منحها السلطان سليمان القانوني لرعايا فرنسا في الدولة العثمانية – شرط التصديق على المعاهدة ولكن السفن البريطانية استمرت تبحر في الموانئ العثمانية تحت الأعلام الفرنسية وفي عام 1553م/961هـ استطاع التاجر الانجليزي انطوني جنكنس Anthony Jenkinson الحصول على موافقة من السلطان سليمان على الاتجار داخل ممتلكات الدولة العثمانية على قدم من المساواة مع البنادقة والفرنسيين (منح السلطان سليم الأول عام 1517م/923هـ البنادقه امتيازات عدة) وفي عام 1580م/988هـ عُقدت أول معاهدة امتيازات بين بريطانيا والدولة العثمانية ضمنت من خلالها بريطانيا حق تعيين قناصل في أملاك الدولة العثمانية لتولي شؤون القنصلية وحماية رعاياها في الدولــة العثمانيــة.انظــر: الشــناوي، عبدالعزيـز: الدولة العثمانية دولة إســلامية مفترى عليها، (القاهرة: الانجلو المصــرية، د.ت)، ج2، ص ص714-716.

(2)  شركة الليفانت: شركة انجليزية صدر عقد تأسيسها الأول عام (1581م/989هـ) مارست اختصاصات سياسية وتجارية واسعة وكانت ترشح سفراء بريطانيا في استانبول وتدفع مرتباتهم بل إن جميع قناصل بريطانيا وموظفيها الدبلوماسيين في ممتلكات الدولة العثمانية كانوا يعدون مستخدمين في الشركة ويتقاضون منها مرتباتهم. انظر: الشناوي، عبدالعزيز: الدولة العثمانية دولة إسلامية، ج2، ص717.

(1)  تعود أسباب هذه الاضطرابات إلى ثورة أهالي جدة بسبب إهانة نائب القنصل البريطاني لعلم الدولة العثمانية مما أدى إلى مقتل كل من نائب القنصل البريطاني ونائب القنصل الفرنسي وتسبب هذا في أن تقوم سفينة حربية إنجليزية بضرب ميناء جدة إلا أن السلطات العثمانية المحلية تدخلت مع بعض الأهالي في إقناع قائد السفينة بالكف عن ذلك حتى تصدر أوامر السلطان بشأن الحادث وبالفعل وصلت إلى جدة في تلك الأثناء لجنة مفّوضة من السلطان بالتحقيق في الحادث وهي من الأتراك والانجليز والفرنسيين وتنفيذ ما تحكم به، وظهر أن وراء الثورة الشيخ عبدالله المحتسب، وكبير الحضارم سعيد العامودي، وقاضي جدة عبدالقادر شيخ، والشيخ عمر بادرب، والشيخ سعيد بغلف، وشيخ السادة عبدالله باهارون، والشيخ عبدالغفار، والشيخ يوسف باناجة فحكمت اللجنة بإعدام المحتسب والعامودي، وكان النفي والغرامة من نصيب الناجين من الإعدام. ولمزيد من المعلومات انظر: الدحلان، أحمد زيني: خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، الطبعة الأولى (القاهرة: المطبعة الخيرية، 1305هـ)، ص323. المغربي، محمد علي: أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة وبعض القرون الماضية، الطبعة الأولى، (جدة: دار البلاد، 1410هـ)، ج3، ص ص87-90/ج2 ص ص 243-244. السباعي، أحمد: تاريخ مكة، الطبعة الثامنة، (مكة المكرمة: الصفا، 1420هـ)، ج2، ص ص534-536. الأنصاري، عبدالقدوس: موسوعة تاريخ مدينة جدة، الطبعة الثالثة، (القاهرة: دار مصر للطباعة، 1402هـ/1982م)،ص ص94-95. المكي، عبدالفتاح حسين رواه: تاريخ أمراء البلد الحرام عبر عصور الإسلام، (الطائف: المعارف، 1407هـ/1986م) ص ص380-381.

(2)  اختلفت المراجع في تحديد العام الذي بدأ فيه التمثيل القنصلي البريطاني في جدة فذكر لنا أحمد السباعي في مؤلفه "تاريخ مكة" أن وصول أول قنصل إنجليزي إلى جدة كان في عام 1801م/1216هـ وقد اعتمد السباعي في معلوماته هذه على مخطوط "إفادة الأنام بذكر أخبار البلد الحرام" للشيخ عبدالله الغازي المكي أما محمد علي مغربي في مؤلفه "أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة وبعض القرون الماضية" فقد اعتمد على ما ذكره السباعي عن تاريخ وصول أول قنصل انجليزي ولكنه في صفحات اخرى عندما اعتمد على "الجواهر المعدة في تاريخ جدة" للحضراوي ذكر أن وصول أول قنصل انجليزي إلى جدة كان في عام 1836م/1252هـ وقد وافق ذلك ما ذكره عبدالقدوس الأنصاري في "موسوعة تاريخ جدة" بان وصول أول قنصل إنجليزي إلى جدة كان في عام 1836م/1252هـ. أما محمد صادق دياب فقد ذكر في "جدة التاريخ والحياة الاجتماعية" أنه اعتمد على كتاب "Mecca " للبروفسور بيترز Peters وحدد عام 1838م/1254هـ بأنه العام الذي تم فيه تعيين الانجليزي Alexander Ogilive كممثل رسمي للحكومة البريطانية في جدة. وهو نفس اسم القنصل الــذي ذكره صالح محمد العمرو في ملاحق مؤلفه " Rule 1869-1914 The Hijaz Under Ottoman " وبهذا تكون المراجع قد اختلفت في تحديد تاريخ بداية التمثيل القنصلي البريطاني في جدة بين ثلاثة أعوام هي (1801م/1216هـ) و(1836م/1252هـ) و(1838م/1254هـ) والحقيقة إننا بعد البحث في وثائق الأرشيف البريطاني الخاصة بجدة لم نوفق في الحصول على وثيقة تذكر بالتحديد تاريخ بداية التمثيل القنصلي في جدة. انظر: السباعي، أحمد: تاريخ مكة، ج2، ص460.  المغربي، محمد علي: أعلام الحجاز، ج3، ص38، ص158.  الأنصاري، عبدالقدوس: موسوعة تاريخ، ص393.  دياب، محمد صادق: جدة التاريخ والحياة الاجتماعية، الطبعة الثانية،(جدة: دار العلم، 2003م)، ص31.

Al-Am, Saleh: The Hijaz Under Ottoman Rule 1869-1914, Ottoman Vali, The Sharif of Macca, and The Growth of British Influence (Riyad, The University of Riyad Press, 1978) P254.

(1)  العمرو، صالح: "تقارير القناصل البريطانيين في جدة كمصدر لتاريخ غرب الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر و أوائل العشرين" الندوة العالمية الأولى لدراسات تاريخ الجزيرة العربية (1977م/1397هـ)، (الرياض: جامعة  الرياض، د.ت)، ص ص221-222.

(2)  انظر قائمة بأسماء الممثلين الدبلوماسيين في القنصلية البريطانية بجدة ملحق رقم(1).

(3)  على رغم من أن القناصل ونوابهم تركوا لنا معلومات قيمة إلا أن هذا لم يمنع من وقوعهم في بعض الأخطاء والمبالغات التي كانت إما مقصودة أو غير مقصودة بسبب عدم تأكدهم في بعض الأحيان من صحة المعلومات أو بسبب إخضاع تلك المعلومات لعواطفهم أو مصالحهم الشخصية بالإضافة إلى اعتمادهم على الرواة الذين قد يصدقون أو يكذبون أو يبالغون.

(1)  يبدو مما كتبه القنصل البريطاني أن دوره لم يكن يقتصر على التمثيل الدبلوماسي لدولته وإنما تعداه لجمع المعلومات عن القوات العسكرية العثمانية في الحجاز.

(2)  ناشد باشا: عين والياً على الحجاز في الفترة من (1878-1879م/1296-1297هـ). انظر: الدحلان، أحمد زيني: خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، ص327.

(3)  تؤكد  هذه السطور رضى القنصل البريطاني عن نشاط الوالي التركي ناشد باشا الذي يبدو أنه يعمل جاهداً لإزالة جميع الأسباب التي كان يشكو منها الأوروبيون.

(1)  من الواضح أن الوالي التركي ناشد باشا ارتبط بالقنصلية البريطانية بعلاقة أكثر حميمية  من علاقته بالباب العالي ولهذا تبادل الطرفان الأسرار.

(2)  يظهر من هذه العبارة مدى توافق أراء القنصل البريطاني وأراء الوالي التركي ناشد باشا وهذا أمر ما كنا نشهده كثيراً بين الولاة الأتراك وممثلي القنصلية البريطانية في جدة.

(1)  إن كل ما ذكره القائم بأعمال القنصلية عن طبيعة عمل قدسي لا يقف عند حدود عمل المترجم وإنما يتجاوزه إلى الحد الذي يصل به إلى ان يجمع المعلومات للقنصلية من جدة ومن مكة مستغلاً حقه  الديني كمسلم يستطيع أن يذهب إلى مكة وقت ما يشاء وبهذا نرى أن القنصلية البريطانية في جدة تجاوزت حدود العمل الدبلوماسي لتحقيق المصالح البريطانية.

(2)  يبدو أن القائم بالأعمال يلمح للسفير البريطاني بإمكانية أن يشغل المترجم قدسي منصب نائب القنصل وهو أسلوب التلميح دون التصريح وهو احد الأساليب التي عرف بها الإنجليز.

(3)   F.O 195/1314 (236365) From Acting Consul Burrell to British Embassy in Constantinople,

         No 42, October 26, 1880.

(4)  الشريف عبدالمطلب بن غالب آل زيد: تولى أمارة مكة المكرمة لثلاث فترات متفاوتة  الأولى عام (1827م/1243هـ)، والثانية من عام (1850- 1856م/1267-1273هـ)، أما الثالثة فهي من عام (1880-1882م/1298-1300هـ) والحقيقة أن التواريخ في المراجع متفاوتة عند موافقة التاريخ الهجري بالميلادي وبما ان الدحلان يعتبر مصدر معاصر للأحداث فهو يذكر فترات أمارة الشريف عبدالمطلب على مكة كانت على النحو التالي:

        الأولي: (1243هـ) وهي توافق (1827م) بينما تذكر في بعض المراجع (1828م) أما بالنسبة للفترة الثانية فيذكر الدحلان أنها تبدأ عام (1267هـ) وهي توافق (1850م) بينما تذكر المراجع أنه تولى في عام (1851م) وتنتهي الفترة الثانية عند الدحلان عام (1272هـ) أي (1855م) بينما تذكر المراجع أن فترته الثانية انتهت بالميلادي عام  (1856م) وبالنسبة للفترة الثالثة فتبدأ من عام (1297هـ) الموافقة عام (1879م) بينما تذكر في الوثائق البريطانية أن فترته الثالثة تبدأ من عام (1880م) وتنتهي في عام (1882م) الموافق هجرياً (1300هـ) بينما تشير الوثائق البريطانية إلى أن عزله تم في أغسطس 1882م. انظر: الدحلان، أحمد زيني: خلاصة الكلام، ص ص304-329. F.O. 195/1547, Report by Consul Jago, January 29, 1886

(1)   يتضح من الخطاب السري للقنصل البريطاني مدى كراهية الشريف عبدالمطلب بن غالب آل زيد لبريطانيا ويبدو أن هذه الوثيقة تنفي تماماً ما سبق وأن ذكرته بعض المراجع العربية والتركية من حيث أن الشريف عبدالمطلب بن غالب آل زيد كان يتعاون مع بريطانيا حيث تدل عبارات خطاب القنصل على مدى كره الطرفين لبعضهما.

(2)  المقصود به الشريف عبدالاله بن محمد بن عبدالمعين بن عون ويكتب اسمه في بعض المراجع عبدالله وقد تولى أمارة مكة بالوكالة بعد عزل الشريف   عبدالمطلب بن غالب آل زيد.انظر: الدحلان، أحمد زيني: خلاصة الكلام، ص 329.

(3)   المقصود به شخص ينتمي إلى أسرة آل الشيبي وهم سدنة الكعبة وتحفظ لديهم مفاتيح الكعبة المشرفة.

(4)   F.O 195/1375 (236533) From Consul Zohrab to Secretary of State for Foreign Affairs, 

      Granville, No 1 Secret, January 4, 1881.

(1)  من الواضح أن دهاء الشريف عبدالمطلب بن غالب آل زيد جعله يكتشف الدور الخطير الذي يلعبه يوسف قدسي لصالح القنصلية البريطانية ولهذا لم يكن يرغب في وجوده في مكة.

(2)  المقصود الشريف الحسين بن محمد بن عبدالمعين بن عون المعروف بالشهيد تولى أمارة الحجاز في الفترة (1877-1879م/1294-1297هـ) ووفقاً لما كتبه القنصل يبدو أن الشريف المذكور قد ربطته علاقة صداقة بالقنصل البريطاني زوهراب Zohrab .

(3)  F.O 195/1375 (236533) From Consul Zohrab to Secretary of State for Foreign Affairs,

     No 13, February 17, 1881.

(1)  F.O 195/1375 (236533) From Crand Sheriff to Governor-General, February, 1881.

(2)  تم عزل الشريف عبدالمطلب بن غالب آل زيد للمرة الثالثة والأخيرة عن أمارة مكة في أغسطس (1882م/1300هـ) ولكن قبل العزل بفترة كان على خلاف شديد مع الوالي التركي عثمان نوري باشا ولعل هذا الخلاف هو الذي شغله عن متابعة تحركات مترجم القنصلية قدسي الذي عاد إلى مكة لممارسة نشاطه السري لصالح بريطانيا.

(3)  F.O195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin, No 8, April 30,

    1882.

(4)  يبدو واضحاً مما ذكره القائم بالأعمال مدى رغبة بريطانيا في وجود عيون لها في مكة المحرم دخولها على المسيحيين من قبل السلطات العثمانية ولهذا فكرت بريطانيا في إسناد منصب نائب القنصل لمسلم حتى يكون بمثابة عين لها في مكة ينقل الاخبار إلى قنصليتها بجدة.

(5)  تدرج الدكتور عبد الرزاق في القنصلية البريطانية بجدة في عدة مناصب في الفترة من عام (1882-1895م/1300-1313هـ).وهي نائب القنصل ثم القائم  

        بأعمال القنصل ثم قنصل حتى مقتله عام (1895م/1313هـ) أنظر:                     Al-Amr, Saleh Muhammad, The Hijaz, P255.

(1)  F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin,  No 32,        

        November 9, 1882.

(2)  المساجين وفقاً للوثائق البريطانية هم: مدحت باشا، ونوري باشا، ومحمود باشا وفي الغالب أن الخطاب المكتوب بالرموز السرية فيه معلومات عنهم أثناء وجودهم في السجن العسكري في الطائف حيث أن القائم بالأعمال كتب لسفارة حكومته بنفس التاريخ 28 مايو (1882م/1300هـ) خطاباً رسمياً آخر ذكر فيه معلومات عامة عنهم.ولمزيد من المعلومات عن المساجين في الموضوع انظر: حتاته، يوسف كمال والدملوجي، صديق: مدحت باشا- مذكراته – محاكمته، الطبعة الأولى (بيروت: الدار العربية للموسوعات 1422هـ/2002م).

F.O 195/1375 (236533) From Acting Consul Moncrieff to British Embassy in Constantinople, August 10, 1881.

(3)   F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin, May 28, 1882.

(1)  المقصود به الشريف عون الرفيق باشا الذي تولى أمارة مكة المكرمة (1882-1904م/1300-1322هـ). انظر: جارشلي، إسماعيل حقي: أشراف مكة وأمراؤها في العهد العثماني، ترجمة خليل علي مراد، الطبعة الأولى، (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2003م/1424هـ) ص226. الدحلان، أحمد زيني: خلاصة الكلام، ص329.                                                     F.O 195/1547, Report by Consul Jago, January 29, 1886.

(2)  F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin, September 15,              1882.

 

(3)  الملاحظ استخدام مسمى القسطنطينية من قبل الدبلوماسيين البريطانيين في جدة رغم أن اسم المدينة قد تغير إلى استانبول بعد أن فتحها السلطان محمد الفاتح عام (1453م/857هـ).

(4)  كسلا : مدينه في السودان ولمعرفة موقعها الجغرافي بالتحديد انظر: مؤنس، حسين: أطلس تاريخ الإسلام، الطبعة الأولى، (القاهرة: الزهراء للإعلام العربي، 1407هـ/1987م)، ص331 .

(5)  F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Secretary of State Granville, No 2,

    April 4, 1882.

(1)  F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin, No 14, April 4,  

    1882.

(2)  F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin, No 19, April

         30, 1882.

(3)  F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin, No 23, May 20,

    1882.

(4)  لم تذكر الوثيقة جنسية هؤلاء الموظفين أو أي معلومات عنهم.

(5)  F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin, No 44,

    August 29, 1882.

(6)  F.O 195/1415(236533)From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin,September 16,

    1882.

(1)  كانت الضرورة تقتضي أن تكون البرقيات باللغة الفرنسية فلما طورت أبجدية مورس عام (1856م/1273هـ) لتتوافق مع الأبجدية العربية بدأت عملية إرسال البرقيات بالتركية العثمانية (التي تكتب بالحرف العربي) انظر: أوغلي، أكمل الدين إحسان: الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، ترجمة صالح سعدواى، (استانبول: مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، 1999م) ج1، ص719.

(2)  F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to Ambassador Dufferin, No 53,

    November 1, 1882.

(3) الاسم الصحيح هو الشيخ العلامة محمد رحمة الله العثماني صاحب كتاب " إظهار الحق في الدفاع عن الدين الإسلامي" هاجر من الهند إلى مكة المكرمة وهو من المجاهدين ضد الاحتلال الإنجليزي للهند وتمكن بمساعدة سيدة ثرية من الهند تسمى "صولت النساء" من تأسيس المدرسة "الصولتيه" عام (1873م/1290هـ).انظر السباعي، أحمد: تاريخ مكة، ج2، ص ص580-581. آل زيد، الشريف مسعود محمد: تاريخ مكة، ص263. مغربي، محمد على: أعلام الحجاز، ج2، ص ص 286-303.

(4) طلب السلطان عبدالعزيز (1861-1876م/1278-1293هـ) من الشيخ رحمة الله تأليف كتاب شامل عن الإسلام يحتوي على المباحث الجوهرية بين الديانتين الإسلامية والمسيحية مع إيراد نص المناظرة التي تمت بين الشيخ والقسيس فندر واستجاب الشيخ لطلب السلطان  وعكف على تأليف كتابه إظهار الحق وهو كتاب من مجلدين استهدف فيهما جلاء حقيقة الإسلام وإبطال مزاعم اليهود والنصارى بالحجة والبرهان وتمت ترجمته إلى اللغات الانجليزية والألمانية والفرنسية ثم إلى اللغة التركية وظهرت الترجمة تحت عنوان "إبراز الحق". انظر: مغربي، محمد علي: أعلام الحجاز، ج2، ص 296.

(1) يذكر القنصل البريطاني إن استدعاء السلطان للشيخ محمد رحمة الله عام (1884م/1302هـ) قد يكون بسبب إعجابه بالكتاب وهو أمر يتوافق مع السياسة الإسلامية التي انتهجها السلطان عبدالحميد الثاني(1876-1909م/1293-1327هـ) ولكن محمد علي مغربي في مؤلفه "أعلام الحجاز" ذكر أن "القنصلية الإنجليزية في جدة تعرف الكثير عن ماضي الشيخ رحمة الله في محاربه التبشير (التنصير) المسيحي .. تبث الرسائل ضد المدرسة (المقصود المدرسة الصولتيه) ومؤسسها (المقصود الشيخ رحمة الله) فتنشر الاراصيف عن الأغراض .. ولقد تأثر والي الحجاز عثمان نوري باشا .. فكتب إلى القسطنطينية محذراً من الشيخ رحمة الله .. وجاء الأمر السلطاني على غير ما كان يتوقع الوالي فسافر الشيخ رحمة الله واستقبل في الأستانة استقبالاً عظيماً". يتضح مما سبق أن للقنصلية البريطانية في جدة دور في التحريض على الشيخ رحمة الله بسبب مواقفه البطولية في مقاومة الاحتلال البريطاني للهند وكذلك تأليفه لكتاب إظهار الحق الذي وفقاً لما ذكره المغربي في "أعلام الحجاز" "إن جريدة لندن تايمز علقت على الكتاب" "لو داوم الناس على مطالعة هذا الكتاب لتوقف انتشار الدين المسيحي كلياً ولأبى الناس قبوله ورجعوا إلى الإسلام". نحن لا نستبعد أن يكون للقنصلية البريطانية دور في التحريض على الشيخ لأنها في كثير من الأحيان كانت تتجاوز مهام التمثيل الدبلوماسي إلى مهام أكثر خطورة إلا أن ما نستبعده هو ان يكون استدعاء السلطان عبدالحميد الثاني -  المتبني للسياسة الإسلامية -  للشيخ رحمة الله لمعاقبته وفقاً لظنون واليه على الحجاز عثمان نوري باشا. انظر: مغربي، محمد علي: أعلام الحجاز، ج2، ص ص 302،297.

(2)  F.O 195/1482 (236378) From Consul Jago to Ambassador Dufferin, No 7, February 26,1884.



آخر تحديث
6/26/2013 11:37:02 AM